Saturday, January 22, 2011

Munajat Seorang Hamba

Setiap insan yang menginsafi dan mengenali siapa dirinya pasti akan merasa betapa kerdilnya dia di sisi Allah Subhanahuwata'ala. Mengapa dia beranggapan demikian? Lirik nasyid kumpulan Rabbani yang bertajuk 'Mana Milik Kita?' mampu memberi jawapannya. Liriknya berbunyi begini: "Mana milik kita? Tidak ada milik kita. Semua yang ada, Allah yang punya. Tidak ada kita punya, kita hanya mengushakan saja. Apa yang kita dapat, Allah sudah sediakannya." Mungkin ramai yang tidak sedar akan hakikat ini menyebabkan mereka bongkak dan bangga dengan diri sendiri serta enggan sujud merendah diri kepada Allah Yang Maha Esa.

"Apa aku susah? Aku miliki segala-galanya. Rumah mewah? Kereta mewah? Syarikat yang besar? Semua aku punya. Hasil dari titik peluh aku sendiri. Buat apa aku tolong orang 'papa kedana' yang malas berusaha itu? Mengapa aku perlu mengeluarkan Zakat? Itu harta aku yang punya." Wah! Bongkaknya manusia ini. "Peduli apa hukum hakam, halal haram, aku berduit dan jutawan lagi, peduli apa aku nak 'minum' atau 'joli' dengan ramai wanita. Engkau siapa yang nak menasihatkan aku?" Aduh! Pedihnya hatiku mendengar kata-kata begini. Mungkin saudara/i juga pernah mendengarnya.

Siapa Kita?

Pernahkah kita berfikir dan bertanya siapakah diri kita sebenarnya? Sedarkah kita akan kelemahan dan kedaifan diri yang kerdil ini? Sedarlah wahai saudaraku, kita ini lemah, kita ini tidak punya apa-apa, kita ini hanya menggunakan nikmat Allah Subhanahuwata'ala yang Dia anugerahkan kepada kita secara percuma, tanpa perlu dibayar, cuma perlu mengabdikan diri kepada-Nya, mentaati segala perintah dan meninggalkan segala larangan-Nya. Itulah tanda Taqwa.

Justeru itu, kita juga perlu mengetahui dan memahami hakikat kewujudan manusia di atas muka bumi ini iaitu mengabdikan diri dengan patuh dan taat kepada Allah Subhanahuwata'ala. Perkara ini jelas dinyatakan dalam Al-Quran yang berbunyi: "Dan Aku tidak menciptakan jin dan manusia melainkan supaya mereka menyembah-Ku (mengabdikan diri kepada Allah). Aku tidak sekali-kali menghendaki rezeki sedikit pun dari mereka dan Aku tidak menghendaki supaya memberi Aku makan. Sesungguhnya Allah, Dialah yang Maha Pemberi Rezeki yang mempunyai kekuatan lagi sangat kukuh." [Adz-Dzaariyaat: 56-58]

Jelas, siapa kita? Kita adalah hamba kepada Allah Subhanahuwata'ala.

Munajat Seorang Hamba

Pada hari Jumaat yang lepas (21 Januari 2011), ketika saya menghadiri solat Jumaat di Masjid Taman Selasih, Kulim, sedang menunggu azan kedua, sebelum Khatib berkhutbah, terdapat seorang 'pak cik' di sebelah kanan saya, umurnya dalam lingkungan 50-60 an, rambutnya sudah beruban, putih bersinar. Selepas beliau solat sunat dua raka'at, beliau menadah tangan dan berdoa. Begitu bersungguh-sungguh dia berdoa dan bermunajat kepada Allah. Memohon agar diampunkan segala dosa-dosanya, kedua ibu-bapanya, ahli keluarganya berulang-ulang kali, sambil teresak-esak. Semoga Allah Subnahuwata'ala memaqbulkan doanya. MasyaAllah! SubhanAllah! 'Pak cik' tersebut sudah memahami erti Hakikat Sebagai Seorang Hamba Allah Subhanahuwata'ala. Bagaimana dengan kita? Fikir-fikirkan dan bertindaklah segera.

Tuesday, January 18, 2011

التربية الدينية هي مفتاح الوصول إلى كل معاني الخير والسعادة - البوطيي

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:

ليس في الناس من لا يُعْجَبُ بالأخلاق الإنسانية الفاضلة المثلى، وليس في الناس من لا يتبرم بالأخلاق السيئة التي تتنافى مع إنسانية الإنسان وما فطره الله عز وجل عليه.

هل في الناس من لا يُعْجَبُ بالصدق ويحبه، وهل في الناس من لا يكره الكذب ويحذر منه؟!

هل في الناس من لا يحب الإخلاص ويكره النفاق؟!

هل في الناس من لا يحب الاستقامة ويكره الفساد والخداع؟!

هذه حقائق ما أظن أن في الناس من يرتاب أو يجادل فيها.

فما هي ضمانة هذه الأخلاق الإنسانية المثلى وما السبيل إلى أن تُغْرَسَ فتترعرع في كيان الإنسان؟

سبيل ذلك – يا عباد الله – شيء واحد، هو التربية الدينية الحقيقية. هذه التربية الدينية التي يُؤْخَذُ بها النشء، يؤخذ بها الإنسان منذ نعومة أظفاره هي التي تحقق في حياته الأخلاق الإنسانية المثلى وتردعه وتسمو به عن الأخلاق الذميمة التي تتنافى مع إنسانية الإنسان.

وبيان ذلك – يا عباد الله – أن الالتزام بالأخلاق الإنسانية المثلى تتعارض مع ما جُبِلَ عليه الإنسان من غرائز، تتعارض الأخلاق الإنسانية المثلى مع غريزة حب الذات، مع غريزة حب الشهوات والأهواء والمنافسة والاستكبار على الآخرين ومن ثم فإن الالتزام بالأخلاق الإنسانية المثلى يحتاج إلى روادع بحيث تتغلب هذه الروادع في كيان الإنسان على غرائزه الحيوانية. فمن أين نأتي بالروادع؟ وكيف تتحقق الروادع في كيان النشء. لا سبيل إلى ذلك إلا التربية الدينية المثلى. التربية الدينية هي التي تغرس في كيان النشء معنى وجود الله سبحانه وتعالى وربوبيته، هي التي تغرس في كيان النشء – بعد إيمانه بالله – محبته لله عز وجل. التربية الدينية المثلى هي التي تغرس في كيان النشء تعظيم الله، مهابة الله سبحانه وتعالى ومن ثم تتجمع في كيان الإنسان روادع تسمو به فوق أهواءه وشهواته ومن ثم تعانق حياتُه السلوكية الأخلاقَ الإنسانية المثلى التي يتعشقها الإنسان أياً كان، ومن ثم فإن الله سبحانه وتعالى جعل من كتابه الذي شرفنا به خطاباً لا أظن أن في الكون شرفاً يسمو بالإنسان إلى مستوى التكريم كالخطاب الذي جاءنا من عند الله وأهَّلَنَا الله له، هذا الكتاب من ألفه إلى ياءه إنما هو منهج تربوي يصفي في الإنسان الشوائب التي تعلق به وهي فطرة فطر الله الإنسان عليها. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينجح في دعوته وفي جمع قلوب الناس على الإيمان بالله والسير على صراط الله إلا عندما متَّعه بهذا الأدب بل بهذه التربية وهو القائل:

{أدَّبَنِي ربي بأحسن تأديبي}.

تأملوا في قوله عز وجل:

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران : 159].

هذا الذي أقوله لكم هو السبب في أن الله عز وجل جعل مرتبة المربين من عباد الله عز وجل على النهج الموصل إلى الأخلاق الإنسانية الفضلى جعل مرتبتهم فوق مرتبة الملائكة، أليس هو القائل فيما يرويه الترمذي من حديث أبي أمامة:

"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله وملائكته وعباده وحتى النمل في جحوره وحتى الحيتان في البحار ليُصَلُّون على معلم الناس الخير".

التربية الإسلامية المثلى – يا عباد الله – هي التي تؤهل الإنسان للدعوة إلى الله وهي التي تسمو به إلى النهج الأمثل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

نعم إذا لم يكن الإنسان قد نُشِّئ في ظلال التربية الإسلامية المثلى لن يستطيع أن يكون آمراً بالمعروف ولا ناهياً عن المنكر على النهج الذي أمر الله. قد يأمر وقد ينهى لكنه يجعل من أمره ونهيه غذاءً لمصالحه، غذاءً لرغائبه وتطلعاته بل ربما غذاءً لسياسته التي يجنح إليها.

فأما الإنسان الذي رُبِّيَ هذه التربية الإسلامية المثلى، هيمنت محبة الله على سويداء قلبه وفاض قلبه تعظيماً لله وتعظيماً ومهابةً لحرمات الله عز وجل فإن قلبه يصفو عن الشوائب كلها، يصفو عن الأحقاد والضغائن، لا يعلم قلبه ضغينة على أحد من الناس أياً كان. إن دعا إلى الخير فإنما يقوده إلى ذلك حب من يدعوهم إلى الخير وإن نهى عن الشر فإنما تدعوه إلى ذلك الشفقة على أولئك الناس، يحذرهم من الشر لأنه يرى أنهم يسيرون على شفا جُرُفٍ فهو لا يريد أن يقعوا في مغبة شقاء، يحب لهم ما يحب لنفسه. كل ذلك إنما يتحقق في ظلال التربية الإسلامية المثلى، وهذا معنى قول الله عز وجل:

{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران : 104].

عباد الله: من البدهي أن المعارف والعلوم كلها مفيدة في حياة الإنسان والشيء الوحيد الذي لا يحتاج إلى استثناء هو هذا القرار الذي أقوله لكم، ولكن العلوم والمعارف أسلحة ذات حدين لا تحقق في أصحاب هذه العلوم والمعارف الخير ولا تَصَّاعد بهم إلى سبل السعادة واللقاء على ما ترضي الإنسانية وعلى ما يرضي الله عز وجل إلا إذا استنبتت هذه المعارف والعلوم في أرضية من التربية الإسلامية. علوم نشأت في أذهان أصحابها وترعرعت في عقولهم دون تربية هذه العلوم أسلحةٌ للفتك قبل أن تكون أسلحةً للدفاع عن الحق. ألا ترون إلى العلوم والمعارف التي تذخر بها الدنيا اليوم كيف أصبحت أداةً للقتل والسفك واستلاب الحقوق واغتصاب الأوطان؟ إلى ترون إلى العلوم والمعارف كيف غدت سَكَرَاً يطوف برؤوس أصحابها؟ لماذا؟ لأنها لم تُنَشَّئ فوق أرضية من التربية الإيمانية بالله سبحانه وتعالى. هذه الحقيقة ينبغي أن نعلمها، ورحم الله أولئك الربانيين القائلين: زيادة العلم في الرجل السوء كزيادة الماء في أصول الحنظل،كلما ازداد رِيِّاً ازداد مرارة.

عباد الله: أريد أن أعتبر بهذا الذي أقوله لكم وأن تعتبروا، وأريد منا جميعاً – من العالم العربي والإسلامي – أن يقطف ثمار هذه الحقيقة. التربية الدينية هي مفتاح الوصول إلى كل معاني الخير والسعادة، وإذا ضاع هذه المفتاح هيهات أن تصل الأمة إلى مبتغياتها وأن تحقق شيئاً من أحلامها.

إن دول البغي – يا عباد الله – لم تعد تطمع فقط باستلاب الحقوق وقد استلبت الكثير والكثير من ذلك، لم تعد تكتفي باغتصاب الأوطان ولقد استلبت الكثير والكثير من ذلك، إنها فعلت ذلك كله تمهيداً للوصول إلى غايةٍ هي الأساس الذي تبتغيه، ألا وهو اجتثاث هذه الحقيقة الدينية التي تتمثل في بوابة التربية الدينية الحقيقية المثلى.

تأملوا واصغوا السمع إلى ما يمكن أن تلتقطوه من كلمات يفوه بها أولئك الذين يقودون العالم من خلال طغيانهم تجدون مصداق هذا الكلام الذي أقول.

أنسيتم ما قالته رئيسة الوزراء البريطانية يوم تهاوى صرح الاتحاد السوفيتي؟ أنسيتم يوم قالت: إن العدو الأخطر الذي بقي أمامنا إنما هو الإسلام.

أنسيتم ما قله رئيس الولايات المتحدة الأسبق، نيكسون، وأقول اسمه يوم توجَّه إلى العالم الإسلامي وأعلن عن خوفه من الإسلام الآتي من هذا المشرق الأقدس، يوم أعلن أن العدو الألد الذي ينبغي أن نحسب له حسابه إنما هو الإسلام.

هذا الذي قالوه يُطَبَّقُ اليوم، والسبيل الذي يتم تخطيطه للقضاء هو تفريغ أفئدة الناشئة في بلاد الله الواسعة الإسلامية والعربية مما نسميه التربية الإسلامية المثلى أو قل التربية الدينية المثلى، نعم يا عباد الله. إنهم يبتغون أن يغزوا أفئدة الناشئة بما يمكن أن يسكرهم عن هويتهم، بما يمكن أن يصدهم عن إيمانهم، إنهم يغزون نفوس الناشئة بالشهوات، بالأهواء، بالموبقات لعل ذلك ينسيهم الهوية، لعل ذلك ينزل بهم عن مستوى التربية الدينية الباسقة إلى وادي الغرائز الحيوانية التي تجعل الواحد منهم يضحي بالأرض وبالوطن وبالمال والقيم في سبيل الاحتفاظ بغرائزه، في سبيل الاحتفاظ بشهواته، في سبيل الاحتفاظ بالأضواء الساطعة أو الخافتة بليالي اللهو المختلفة. هذا ما يخطط له أولئك الناس فما نحن فاعلون؟ ما موقفنا نحن وها هو العدو يعلم قيمة التربية الدينية في مجتمعاتنا، يعلم قيمة الناشئة إذ تترعرع وهي تحنو على فؤاد مليء بمعرفة الله، مليء بمحبة الله، مليء بتعظيم حرمات الله. لا يمكن لناشئة رُبِّيَتْ هذه التربية أن تُخْدَعَ عن حقها، لا يمكن أن تُخْدَعَ فيستلب منها جزء من أوطانها لأنها تعلو دائماً فوق قيود الشهوات والأهواء، تمارس رغباتها وشهواتها وأهواءها طالما كان هنالك صلح بينها وبين شريعة الله سبحانه وتعالى فإذا وقع التعارض ووقع التناقض نظَرْتَ وإذا بهذه الناشئة تتسامى ثم تتسامى لتعانق الأخلاق الإنسانية المثلى التي حدثتكم عنها.

ترى هل ستنجح المخططات التي تُرْسَمُ هناك من وراء البحار ويُرْسَلُ بها إلينا؟ هل تجد تلك المخططات من يرحب بها؟ لا يا عباد الله أبداً.

نحن أمة مكلوءة بعناية الله، نحن أمة مرحومة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الأمة بقادتها وشعوبها لا يمكن إلا أن تعود إلى فطرتها الإيمانية التي تعتز بها، والدعوة إلى الله في كل الأحوال لا يجوز أن تنطلق إلا من تربية إنسانية مثلى غُذِّيَ بها المربي، حتى تكون دوافعه إن دعا إلى الله دوافع حبٍّ فقط، دوافع شفقة فقط، دوافع تضحية بالذات في سبيل الأخ، بل في سبيل الآخر، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه يغفر لكم.